لن تعرف You will never know الجزء الأول
هذا الكتاب عبارة عن حوار بين شخصين أحدهما يحاول إقناع الآخر أنه لن يتمكن من معرفة ما سيحدث وأنه حتماً سيموت دون أن يشهد نهاية الأحداث التي يعيشها وأن كل ما عليه هو أن يسجل موقفه مما يحدث وأن ينصر الحق في حدود استطاعته دون انتظار مشاهدة الحق ينتصر فعلي مر التاريخ انتصر الحق علي الباطل ثم عاد وانتصر الباطل ثم عاد وانتصر الحق وهكذا إنها دورة لا تنتهي في تاريخ البشرية وقد يعيش الإنسان في بداية هذه الدورة أو خلالها أو في نهايتها ثم تبدأ دورة جديدة قبل أن يموت بقليل ويتمني أن يعرف ما سيحدث ولكنه يموت دون أن يعرف
وكان ما يلي نموذج لهذا الحوار
وإذا لم ينتصر الحق
أنت لست مسئول عن النتائج أنت تحاول فقط فليس علي المرء أن يصل إلي نهاية الطريق فالمهم أن يموت وهو يسير علي الطريق الصحيح
ولماذا يحدث دائماً هذا الصراع بين الحق والباطل اعذرني فقد يبدو سؤالي ساذجاً
ليس ساذجاَ لأن له إجابة واضحة ومهمة جداً ألا وهي تسجيل المواقف المختلفة للبشر من هذا الصراع
هل مطلوب مني أن أسجل موقفي من هذا الصراع دون أن أشارك فيه
أنت تشارك فيه بالفعل علي قدر استطاعتك وإمكانياتك وعلاقاتك ومواهبك
ولمن يسجل الناس مواقفهم من كل حدث من الأحداث
يختلف ذلك من شخص إلي آخر فهناك من يسجل موقفه أمام نفسه احتراماً لها وهناك من يسجل موقفه أمام من حوله من أبناء وأصدقاء وعائلة ومجتمع محيط به وهناك من يسجل موقفه للتاريخ
ومن علي صواب في كل هؤلاء
لا أحد لأن أي موقف أو عمل تقوم به يجب أن يكون خالصاً لله وحده لأنه هو الباقي سبحانه وكل هؤلاء إلي فناء
فهل يمكن أن يكون تسجيل موقفي لله وللتاريخ والمجتمع وباقي هؤلاء
إن الله لا يقبل أن تشرك معه أحد في أي شئ سبحانه وتعالي فقط إعمل له وحده وسيكفيك كل هؤلاء لأنهم جميعاً من مخلوقاته ويخضعون لإرادته
هذا يعني أن لا أنتظر أي رد فعل أو مقابل أو أجر من أي شخص وأنتظر الحساب في الآخرة
بالتأكيد لأن الصراع بين الحق والباطل لا ينتهي وبالتالي فالاختبار مستمر ومواقفك هي إجاباتك علي أسئلة هذا الاختبار إلي أن تموت وساعتها سينتهي الامتحان
ولكنني لا أعرف متي سأموت فكيف لي أن أجيب علي جميع الأسئلة وأسجل جميع المواقف في الوقت المتيسر لي
لابد أن تستعد دائماً للموت وتتذكره حتي تأمن وتعيش سعيداً
كيف أعيش سعيداً مع ذكر الموت دائماً
إن ذكر الموت يجعل كل المصائب هينة وكل المشاكل بسيطة وكل الحياة لا تساوي شيئاً فهي إلي زوال
وكيف تستقيم الدنيا وكيف نعمرها مع ذكر الموت
إن ذكر الموت مقصود به ذكر الآخرة والذي يؤدي بك دائماً إلي ذكر الله وأن تظل في معيته سبحانه وتعالي ليطمئن قلبك بذكره وتأنس بطاعته وتنعم بتقواه وإن إصلاح الدنيا ليس غاية في حد ذاته ولكنه وسيلة لإصلاح آخرتك فالتزامك أنت وغيرك بتقوي الله سيؤدي إلي إتقان العمل والصدق والأمانة والإخلاص وحسن الخلق والعطف علي الضعفاء والإنفاق علي الفقراء واليتامي وإكرام الجار والضيف وإماطة الأذي عن الطريق وغير ذلك مما أمر به الله سبحانه وتعالي من أعمال الخير دون انتظار أجر من أحد فتخيل معي كيف ستكون أحوال الدنيا إذا التزم الناس بتقوي الله في جميع سلوكياتهم
واستمر الحوار بينهما علي هذا النحو إلي أن استعرض معه تاريخ مصر بالكامل ليوضح له الأمثلة العديدة علي أشخاص حاولوا نصر الحق ثم ماتوا دون أن يشاهدوا نتيجة ما حاولوا تحقيقه
والجزء الأول من هذا الكتاب يتناول تاريخ مصر منذ العصر الفرعوني وحتي نهاية العصر الأيوبي
وقد تم إدراج جميع المراجع التي تم الاستعانة بها أثناء الحوار
لن تعرف
You will never know
الجزء الأول
إقرا أيضاً
-
مشاهده
قرأه
عرب مسلمون للبيع
-
مشاهده
قرأه
اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية
-
مشاهده
قرأه
تاريخ المسجد النبوي الشريف
-
مشاهده
قرأه
رواية آخر بني سراج مترجمة ومذيلة بخلاصة من تاريخ الأندلس إلى سقوط غرناظة بقلم شكيب أرسلان، ويليه أخبار العصر في إنقضاء دولة بي نصر، ويليه إثارة تاريخية في أربعة مراسيم سلطانية ط المنار