كيف تبنى آلة زمن ؟
راودت عقول مؤلفي الخيال العلمي ومن ثم العلماء خاصة في الفيزياء النظرية وعلوم الفلك فكرة ابتكار آلة زمن تستطيع أن تركبها وتضغط على بعض الأزرار فتنطلق بك المركبة إلى أي عصر تكون قد اخترته سواء في الماضي أو المستقبل وتطلع بالتالي عليه بل تعيش مجرياته بما فيه الالتقاء بمن تريد إحياءه كالمسيح مثلا أو يوليوس قيصر إلخ
ولقد بدأت تتبلور هذه الأحلام من نهايات القرن 19 بل ربما قبل ثم جاء عصر التسارع العملي بكل زخمه وإنجازاته المفرطة التزايد خاصة منذ منتصف القرن العشرين حتى الآن حيث أصبح الحلم قابلاً للتحقيق من خلال المعادلات الرياصية ونماذجها وعبر الفروض الفيزيائية المعتبرة تجريبياً هذا وإن استحال تنفيذه عملياً نظراً لاحتياجه مادياً إلى كم من الأموال يصعب تصوره فضلاً عن مزيد من البحث والتجريب وفي هذه الأخيرة يتسابق العلماء يحدوهم الأمل في تحقق ذلك يوماً في قابل الأيام مهما قرب أو نأى
وها هنا ومع اضطراد صفحات الكتاب يصحبك المؤلف في رحلة قصيرة نوعاً ما يستعرض معك فيها كل الأفكار التي تناولت الموضوع منذ البدء حتى الآن سواء في الخيال العلمي حتى الأفلام السينمائية أو المبادئ العلمية التي تحكم الأمر برمته ويذهب إلى أبعد من ذلك حيث يحدد مكونات المصنع الذي سينتج هذه الآلة المستحيلة