كنا نخطو على الأرض بخفة
تعد الرواية العمل الأخير للأديب الإيطالي قبل رحيله عام 1995 وتعرض في إطار يمزج بين الخيال والواقع تاريخ جزيرة سردينيا الواقعة في البحر المتوسط وموطن أتسيني في عام 1952 وُلد الأديب والشاعر والصحفي والمترجم الإيطالي سيرجو أتسيني في جزيرة سردينيا الإيطالية والتي تتمتع بتاريخ عريق وبموروث ثقافي واجتماعي فريد يميزها عن بقية الأقاليم الإيطالية الأخرى في عمله الروائي الأخير وربما الأهم على الإطلاق كنا نخطو على الأرض بخفة يقدم أتسيني لِقرائه رحلة شائقة وطويلة عبر الزمن وقراءة دقيقة لملامح هوية سكان جزيرة سردينيا التي تشكلت عبر القرون نتيجة امتزاج سكانها الأصليين بأعراق وحضارات متعددة ومتشابكة ويقوم أنطونيو سيتسو أو أنطونيو العجوز آخِر حراس الزمن في الجزيرة بسرد حكايتها منذ نشأتها في فجر التاريخ إلى طفل في الثامنة من عمره ليغدو بدوره حارساً للزمن مواصلاً بهذا تأدية أمانة حفظ ونقل هذا الموروث إلى الأجيال القادمة يقدم الكاتب في إطار ملحمي أخاذ مجموعة كبيرة من الأقصوصات الممتعة والمتعاقبة التي توارثها جيلاً بعد جيل حراس الزمن في الجزيرة والتي تبرز صراع شعبها ضد أعداء خرافيين وآخرين حقيقيين مثل الفينيقيين والرومان والعرب والأسبان والذين اقتحموا على الجزيرة عزلتها محاولين طمس هويتها ويقوم الكاتب ببراعة متناهية بمزج التاريخ والواقع بالأسطورة والخيال ليحكي لنا عن شعب قديم راقصو النجوم أتى مصادفة من الشرق ليهبط على جزيرة ساحرة مجهولة فصار جزءاً لا يتجزأ منها ومن طبيعتها ولقد بذل الكاتب جهداً كبيراً في البحث عن حقيقة الإنسان في تلك الجزيرة وسبر أغوار نفسه بدقة مقدماً للقارئ صورة إنسانية معبرة مضحكة ومبكية في الوقت ذاته تدعونا للتأمل في هويتنا لنكتشف أننا جميعاً ورغم خصوصيتنا الثقافية والإنسانية نظل أبناء لعالم واحد