فن أن تكون دائماً على صواب
9
يلاحظ الناظر إلى عالم اليوم أن التواصل أضحى سمته ووصفه وإن الإقناع مراده ومطلبه وأن الحوار نهجه وطريقته وأن الحجه آلته وسلاحه فهذا محام زادُه الحجة إن عدمها فوّت على نفسه بلغة شوبنهاور فرصة حقيقة وخسر قضيته وذاك سياسي يدافع عن برنامجه الحزبي بشتى الوسائل واصفاً كل معترض بشتى النعوت وثالث إنسان عاد بني حياته اليومية على الحيل والمكائد وقس على هذا المنوال في تحديد أصناف الناس وطبعائهم وعليه يمكن التسليم بأن من النظار من لايقصد إلا نصرة الحق ومنهم من ينصر ما اعتقده بغير دليل وصنف ثالث لا يبالي فيما صرف كلامه فتراه يستجمع حججه دون مراعاة مدى صحتها ومشروعيتها وعليه لما كان الهدف من كل عملية حجاجية هو الإقناع والاقتناع وجب الالتزام بمجموعة من الظوابط النظرية والعملية حتى لاينفلت الخطاب ويخرج به المخاطب عن سياق القول وعن قصد المتلكم