عمارة المساجد في الأندلس : قرطبة ومساجدها لـ باسيليو بابون مالدونادو
عندما نتذكر قرطبة حاضرة المغرب الإسلامي وعاصمة الخلافة الإسلامية في عصر عبد الرحمن الناصر يتبادر إلى أذهاننا مسجد قرطبة الجامع الذي يعتبر المسجد القائد والقاطرة المعمارية التي قادت مراحل التطور المعماري للمساجد ومن بعدها الكنائس في الممالك الإسبانية في شبه الجزيرة الإيبيرية إسبانيا والبرتغال غير أننا ننسى أو نهمل بعض المساجد المهمة الأخرى في قرطبة مثل مسجد مدينة الزهراء الذي شيده عبد الرحمن الناصر في المدينة الشهيرة التي تحمل الاسم نفسه والتي تبعد عن قرطبة بضعة كيلومترات يتناول المؤلف في هذا الكتاب الثاني المتعلق بعمارة المساجد في الأندلس بالدراسة كلا من المسجد الجامع في قرطبة ومسجد مدينة الزهراء؛ وبالنسبة للمسجد الأول نجده يحدثنا عن المرحلة التأسيسية في عصر عبد الرحمن الداخل ثم التوسعات التي تمت في عهد كل من عبد الرحمن الثاني ومحمد الأول تأتي بعد ذلك التوسعات التي قام بها كل من عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم الثاني ثم آخرها في عصر الوزير القوي المنصور بن أبي عامر وعندما يتحدث المؤلف عن عمارة مسجد من المساجد نجد انه ينطلق من مبدأ محدد وهو أن هناك تضافرا شديدا بين العناصر المعمارية والعناصر الزخرفية بحيث لا يستطيع المرء إلا أن ينظر إلى هذين العنصرين بوصفهما كلا واحدا لا تنفصم عراه