على مشارف الثورة لـ د محمد الجوادي
اقترن إحتضار النظام الملكي في مصر عند منتصف القرن الذي انتهى لتوه بنهاية عهد ممتد من الليبرالية السياسية التي تفجرت ونضجت مع نشوب الثورة المصرية في سنة 19 ولقد صورت دعاية العهد الثوري الجديد كل فساد للقصر الملكي الحاكم والأسرة العلوية بأنه فساد للنظام السياسي الليبرالي رغم أن حقائق التاريخ تنفي ذلك ولا تحتفظ له إلا بقدر ضئيل من الصحة على مشارف الثورة هو الكتاب السابع في موسوعة تستهدف تصحيح ما هو مكتوب عن تاريخ مصر وهو يتضمن مدارسة لمذكرات خمسة من السياسيين المصريين الذين قدر لهم أن يتولوا المناصب الوزارية المتعاقبة بلغت 7 وزارات على مدى 3 سنوات فقط ورغم ذلك فإن التعددية السياسية والتجربة الليبرالية فيما قبل الثورة قد حظيت بالنجاح على الرغم من كل مؤامرات الملك وغير الملك على الديمقراطية وعلى إرادة الشعب كما أن ممارسات التعددية الحزبية كانت في أغلبها تصب في اتجاه الصواب على حين ممارسات الشمولية فيما بعد الثورة كانت تصب في أغلبها في اتجاه الخطأ