شعر أبي الفضل البغدادي لـ سامر محمد معروف
شهد القرن الرابع الهجري ازدهارا ملموسا في شتى مجالات المعرفة الإنسانية فعلى الرغم من مظاهر الضعف التي حللت بالدولة الإسلامية آنذاك؛ إلا أن الأدب العربي قد جمح نحو الإبداع والكمال وراح الباحثون يوجهون اهتمامهم إلى دراسة الأعلام والشخصيات التي كان لها أثر في إغناء الفكر العربي والإسلامي في تلك المرحلة بيد أنهم أغفلوا بعض الأعلام الذين كان لهم بصمة التراث الأدبي ومن بين هؤلاء المغفلين؛ شاعر مجيد وأديب فصيح كان له أثر بالغ وحضور واسع في مختلف حواضر المملكة الإسلامية آنذاك؛ إنه أبو الفضل البغدادي الذي لم يكتب لصيته الذيوع والانتشار ولعل السبب في ذلك يعود إلى ندرة أخباره وقلة أشعاره التي لا تنقع غليل الباحث فهي نتف متفرقة هنا وهناك في بطون بعض المصادر تضيء بعضا من جوانب حياته وتغفل معظمها يقدم هذا البحث صورة تجلو حياة أبي الفضل الغامضة وتكشف أبرز ظواهر شعره الفنية من خلال دراسة منهجية تقوم على إظهار مواطن الجمال في شعره من جهة وتحليل موضوعاته الشعرية من جهة أخرى