سعف النخيل
ديوان شعر ومجموعة شعرية للشاعر والكاتب الفلسطيني بديع القشاعلة
سَاعةُ صَفَاء
حينَ المسَاء
يُعاتِبُني الكَلام
وًيرسمُ في دَفْتَري
حَرفَ المَلام
***
br
9
كيف لا
وأنا أبصرُ بنورِ عينَيكَ
كَيفَ لا
وَحُرُوفي تَخْرُجُ من بَينَ شَفَتَيكَ
كَيفَ لا
وَأَنتَ زَهرةُ بُسْتَاني
يا وَلَدِي
***
10
وأكتب فيكَ الحَروف
وَشِعْري
وَالمَعَاني الغَاليَات
وَأَرْسمُ فيكَ السماء
في زرقةِ عينيكَ
ولمع النجوم العاليات
وأصبغُ خديّك بريشتي
بلون الورود الزاهرات
وتكون لوحتي
ولحظات الذكريات
***
11
لستُ أَدري كَيفَ لي أَن أَسْردُ الكَلام
في حقكَ
حِيْنَ المَلام
لَستُ أَدري
فإني حِينَ أَراكَ
وَتَنْظُرُ في عَينّي
أَفْقدُ جُلَّ الكَلام
ولا يَبْقى في ثَغْري
غَير السَّلام
لستُ أَدري
***
12
إييي
يا أمي
أذكرُ حين كنتُ في حضنك
أسمعُ صدى أغنيتك القديمة
تلفحُ مسامعي
نام نام يا بديع
فيعتريني شوقُ الحياة
وتعودني ذكرى الحكايات
فتأبى دموعي الغاليات
المكوث في جفوني
إييي
br يا أمي
يا فراشة الماضي البعيد
يا عبق الذكريات
يا حيرتي ويا قلبي
يا دموعي
***
br
13
مَهْزُوْمَةٌ هي الكَلِمَات
يا عمري
كَلَهْفَتِي حِيْنَ اللقَاء
مَحْزُوْنَةٌ هي العبَارَات
يا قَلْبِي
كَعُيُوْن الثَّكَالى حِيْنَ المَسَاء
وَشَال أُمي الأَبْيَض
يَمْلأُ الدُنْيَا ضِيَاء
وَحَنِيْنها الدَافِئ يُسَرْبِلُني
يَمْسَحُ من عَيْنِي العَنَاء
مُكَسَّرةٌ هي المُفْرَدَات
يا أُمي
كَرُمُوْشي البَاكِيَات
14
أم
أشتاقُ إلى صوتك حين تندهيني
أشتاقُ إلى إبريقِ الماء
تسكبينَه على رأسي
على جَسدي
أشتاقُ يا أم
إلى تلكَ القشعريرة القديمة وأنفاسك على صدري
يا أم
***
15
أكره فيك ومنك الخصام
وتكره فيَّ ومني الملام
حين أراكَ أفقدُ جُل الكلام
وحين تراني يومِئ جِفنُك إليَّ
السلام
***