سرادق الحلم والفجيعة رواية لـ عزالدين جلاوجي

28  

في هذه الرواية يقدم لنا الكاتب نموذجا ناضجا لفن القصة يدهش القارئ باكتمال إبداعه وتماسك وحداته وقدرته على تجديد وعي الإنسان بالواقع عندما تخترقه نظرة الكاتب بغية الوصول إلى عمق التجربة بطريقة فنية تجمع عناصر الواقع وتكشف عن التناقضات الكامنة فيه ولعل أهم ما تتميز به هذه الرواية هو نزوعها نحو التجريب وتحطيم الشكل التقليدي للرواية وهذا التجريب يكشف عن نفسه للوهلة الأولى من خلال ما تتيحه القراءة البصرية للنص الذي يتخذ في مواضع كثيرة عبر الرواية شكل السطر الشعري وهذا يتطلب التعديل في تركيبه الجملة اللغوية بالتقديم والتأخير وضبط الإيقاع لتثبيت هذا الوهم الشعري  كما أن التجريب مس هيكل الرواية كذلك حيث عمد جلا وجي إلى تقنية تقديم الخاتمة وتأخير المقدمة وهذا يدل دلالة واضحة على ما يهدف أليه السارد من تحول ورغبة في التجريب ولذلك فأنا لا أجد أبلغ من عبارة لوكاتش الشهيرة لتحديد معنى القصة بأنها رواية عمليات التحول سواء كان هذا التحول شكليا يقرأ بالبصر أم يتعداه إلى إنتاج الدلالة فالواضح أن هذا التقديم بالإضافة إلى وظيفته الشكلية يؤدي وظيفة دلالية تسهم في تعميق الشعور بالتجربة القصصية إن هذه الرواية الجديدة لعز الدين جلا وجي تغري بالقراءة إذ أن بنيتها مثيرة بسبب نزوعها إلى التجريب كما أسلفنا ويطال هذا التجريب كل المستويات بدءا بالشكل العام للرواية إنها تجربة بل مغامرة جديدة في الرواية الجزائرية المعاصرة تستحق منا البحث والتأمل كما أن أحداثها غريبة جدا تتقاطع مع الرمزي والأسطوري الخيالي إنها تصور الواقع بمنظور ذاتي وشخصي فريد وخاص

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .