ريام وكفى
احتشدت السماء بنجوم لم أر مثل عددها وتوهجها من قبل كأنها خرجت في مهرجان تحتفل بألقها أو بمناسبة ذكرى عزيزة عليها منعشاً كان الهواء وأنا أتمدد على سرير حديدي فوق سطح بيتنا القديم في ليلة من ليالي نيسان وأستحم بالأحلام باحثة عن نجمي وسط هذا الكم الهائل من السطوع·· يقولون إن لكل إنسان نجماً في السماء يُحدد خطواته ويرعاه·· وفي كل ليلة أتساءل أين نجمي على يمين القمر المشع أم ذاك الذي يومض على يساره ويتحيّن الفرصة لكي يزيحه ويسطع بنوره والنجمُ مسار فلماذا ضللت مساري وكيف ركضت بي السنين على حصان أهوج تدفعه ريح مجنونة حتى ليتعذّرعليّ لملمة الوقت وأنا أغذ السير إلى الصحراء الموحشة من العمر وحدي يمر بي الزمن ويعبرني تاركاً لي فسحة صغيرة في كونه الشاسع الملغّز فسحة أحاول جاهدة أن أوسعها برغم أنها لا تسعفني بالقدر الذي تضيّق علي يتخلخل زمني من خلالها بين شد وجذب أذهب إلى النوم وأتذكر أنني قبل قليل كنت قد نمت وأصحو فأتساءل كيف مرّ الوقت بهذه السرعة العجيبة ألستُ قد صحوت قبل ساعتين أو ثلاث يأتي المساء بلمحة ثم ينبثق الصباح بسرعة البرق كيف تداخلت الساعات وانكمشت إلى هذا الحد هل انفلت الزمن من عجلته التي كانت تسير على مهل وأين ذهب ذاك الزمن الذي كان يتمطى ويستطيل ويغرقني بالأحلام كيف اجتازني بسرعة لم أنتبه إليها وتركني لزمن مرتبك هل لي أن ألحق به وأستوقفه لأسأله لماذا فعلت بي ذلك
br