رحلة إلى الحجاز
كتاب رحلة إلى الحجاز – إبراهيم عبد القادر المازني هذا كتاب خفيف ينتمي الي ادب الرحلات و المازني يسرد فيه احداث رحلة قام بها عام 1930 الي الحجاز لاداء العمرة ضمن بعثة ضمت بعض الافندية و البكوات كانت وقتها الدولة السعودية الثالثة لازالت في بداياتها و لم يكن قد تم اكتشاف الثروة البترولية بعد و لك ان تتعجب من الفقر و البداوة التين كانتا منتشرين في الحجاز وقتها كما تعجب بالاخلاق العربية الاصيلة و الجميلة التي كانت سائدة انذاك و كل هذا اصبح الان تاريخا المازني يبدأ السرد بإسلوبه اللاذع الساخر من كل ما حوله و من نفسه قبل الجميع منذ لحظة صعوده للسفينة التي تقل البعثة الي ينبع ثم جدة و يعطي بعض اللمسات البسيطة عن زملائه في الرحلة وعن طاقم السفينة و هدوء و رتابة البحر الاحمر بحر القلزم ثم تأتي قمة السخرية عندما يصلون الي ميناء جدة اثناء تناولهم الغذاء و عدم قيامهم من المائدة حتي اتي وفد من اعيان جدة ليصطحبوهم ثم يحكي المازني عن السيول التي اصابت جدة في هذا الوقت و كيف لأنه ليس هناك فنادق في المدينة تم استضافتهم في بيوت الاعيان و بأسلوب شديد الطرافة و المرح يصور الولائم و البيوت و المنازل ذوات السلالم عالية الدرجات التي اضطر لصعودها حبوا لقصر قامته بعدها يطلعنا المازني علي الرحلة من جدة الي مكة بسيارة الامير الحديثة وقتها و التي تعطلت رغم انه كان اول استعمال لها و علي عصاه التي فقدها في الطريق و كيف قطعت الطريق علي المسافرين فقد خاف الناس ان يلتقطوها أو يمرون بجانبها حتي لا يتم اتهامهم بالسرقة و هو ما يكون جزاءه قطع اليد و يصل المازني الي مكة و يؤدي العمرة و يرسل اليهم امير مكة السيارة ليسعوا بها بين الصفا و المروة و يدخلون الي داخل الكعبة و يجدها المازني خالية تماما و يحكي انه بعد عودته أوصته امه الا يخبر احدا بما شاهده داخلها و عندما حاول الايضاح لها انها خالية قالت له ايوه خليك علي كده كل من سألك قوله لقيتها خالية فلما اكد لها انها بالفعل خالية قالت له تمام مضبوط بارك الله فيك و يحكي كيف انه اشتاق بعد ذلك لكأس من الخمر و حاول الحصول عليه بالادعاء انه قد ركبه عفريتا و هو يريد ان يسقيه خمرا لأجل ان ينزعه عن كتفيه و لكن تم اخذ كلامه علي انه يقول نكاتا ولا يتكلم جادا بعد ذلك يأخذنا المازني الي بعض الولائم و الحفلات التي حضرها بعضها في الصحراء و وادي فاطمة و البعض الآخر في قصور الامراء وينهي الكتاب بمقارنة بين مصر و الحجاز انقل منها الآتي وبهذه الطريقة العملية يحل ابن السعود مشاكل بلاده و يعالج ترقيتها؛ و قد تبدو الخطي بسيطة و لكنها مناسبة لحالة البلاد و تعداد اهلها و المال هو العقبة الكبري و لكن الحكومة لا تتعجل و لا تذهب الي إثقال كاهل الناس بالضرائب من اجل ذلك و شعارها ان العجلة من الشيطان و لكن خطاها وطيدة مستمرة كخطي السلحفاة التي سبقت الارنب و الارنب عندي هو مصر و لقد عدت من الحجاز و انا مقتنع ان مصر اذا ظلت تتخبط و تولي الشئون السياسية هذا الحظ الباهظ من رعايتها علي حساب المرافق الجدية و المراشد الحيوية فسيسبقها الحجاز بلا ادني ريب فسبحان الله ها هو التاريخ يعيد نفسه الان و ها هي نبوءة المازني متحققة و التي اطلقها قبل حتي اكتشاف النفط في الحجاز كتاب رائع و خفيف و مرح و ساخر و تتعرف من خلاله علي تلك الشخصية الرائعة التي لا تتكرر كثيرا الاديب الذي لم يأخذ حقه حتي هذه اللحظة رغم وفاته منذ اربعينات القرن الماضي ابراهيم عبدالقادر المازني