تاريخ الطباعة العربية حتى انتهاء القرن التاسع عشر ندوة
للكتاب العربي قصة طويلة وتاريخ حافل قصة شغلت الناس وتاريخ ملأ الدنيا بدأ ذلك التاريخ بنزوله من السماء يحمل الهدى ثم بانتشاره في آفاق الأرض بين شعوب كثيرة أخذ أفرادها يتعلمون منه ما لم يكونوا يعلمون ولما اتصلت الحضارة العربية الإسلامية بالحضارات التي كانت توشك على الأفول استفادت من علومها ونقلت كتبها إلى لغتها ثم درستها وزادت عليها جديدا مبتكرا وألفت في هذا الجديد أسفارا عزت على الحصر تلقفتها الأيدي في الشرق والغرب ومع ازدهار العلم قامت أسواق الكتب في الحواضر الإسلامية وغصت بالوراقين والدلالين وباعة الورق وأدوات الكتابة ولم تكن هذه الأمكنة للتجارة فقط بل عقدت فيها ندوات جمعت الأدباء والعلماء والطلاب ومخبي الكتب فكان للكتاب شأن أي شأن ومن أراد أن يعرف عن هذه الأسواق شيئا فليطالع مصنفات الأدب وموسوعات الأخبار فإن بين سطورها طرائف ونتفا تحتاج إلى من يجمعها ليتألف منها كتاب كبير يصور جوها العام ويصفها ويخرج بنتائج عظيمة وتفنن العرب المسلمون بنسخ الكتب وأبدعوا في الخط وابتكروا أنواعا رائعة منه حتى كانت المخطوطات آيات فنية لا مزيد عليها في الإتقان