بائع المناديل
0
ارتفعت أصوات التنبيهات من خلفي فرمقته يعبر الطريق وهو يتحاشى السيارات في ليونة ويسر حتي وصل إلى أصدقاء النافورة فوضع مناديله بالقرب من المياه وما إن اقترب منهم حتي رشّه أحدهم ببعض الماء في وجهه فضحكوا جميعا منه في عبث طفولي جميل وبادلهم الضحكات والرشات فوقفت بجانب الطريق أتابعهم
كان اليوم صائفا بما يكفي حتى تغلي الرءوس كالمراجل ويتندي العرق من كل جبين وما أشد شمس الصيف وسط النهار وكأن هذا الوقت ما سمي بالزوال إلا لزوال الأخلاق من النفوس بفعل الحر ولزق العرق حيث تهدلت الشمس بأشعتها الجارحة فأرسلتها حامية كأسياخ الجحيم حتي ليشعر المترجل بلسعاتها أسفل قدميه في حذائه فتدافع المارة هذا القيظ الحارق بترطيب رءوسهم برش الماء أو الإحتماء بالجرائد أو التجفيف المستمر للعرق بالمناديل