النبي إبراهيم والشرعية السياسية
يمثل هذا الكتاب دراسة هامة لشخصية أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام إلا أن المؤلف جمال عبد الرزاق البدري لا يأخذ نفس الأسلوب التقليدي والأكاديمي في تناول الشخصيات العظيمة كشخصية سيدنا إبراهيم وإنما يتناول من خلال حياة إبراهيم مرحلة واسعة من التاريخ والجغرافيا والسياسة والفكر والثقافة والدين وذلك لعدة اعتارات فسيدنا إبراهيم هو أول شخصية نبوية بدأت مع الحضارة الناضجة المستفرة وهو النبي الوحيد الذي أدعت وتدعي الالتقاء به وبدعوته التوحيدية والانتساب إليها كل الأديان السماوية والجماعات الدينية وهو الرمز الأكبر الذي حقق معطيات حضارية متميزة منذ أيام شبابه الأولى في العراق وخلال جولاته التي شملت سورية وفلسين ومصر والحجاز فسيدنا إبراهيم عليه السلام كان نتاجا عظيما للحضارة العراقية القديمة في أسسها ومعالمها اللغوية والثقافية والروحية كما أن كثير من التكوينات والاحداث الراسخة في نسيج المنطقة العربية تبلورت ملامحها منذ تلك الفترة التي عاشها هذا النبي الجليل وغير ذلك من الاعتبارات التي يوضحها المؤلف ولذلك فهو يقول في المقدمة آنني لا أكتب عن ماض قديم يمتد لأربعة آلاف عام تقريبًا ماض لا لون له ولا طعم ولا أثر يرتجى وإنما هى قضية واقعية الآن في القرن العشرين وغدًا في دماء الأجيال القادمة فالمؤلف إذن يربط تاريخ هذا النبي العظيم بحاضرنا الآن