اللغة المنسية .. مدخل إلى فهم الأحلام والحكايات والأساطير
كلنا نبصر أحلاماً لكننا فى معظم الأحيان لا نفهم أحلامنا ومع ذلك فنحن نتصرف وكأنما ليس ثمة ما يدعو للعجب حيال ما يجرى فى أذهاننا أثناء النوم ولو أن أحلامنا كانت كناية عن تخيلات ورؤى طريفة فحسب لكان بوسعنا أن نتعامل معها ببساطة ويسر لكن الأمر ليس كذلك إذ أن هناك كثيراً من الأحلام التى تجعلنا نستغرق فى الضيق والقلق وكثيراً ما تكون ليالينا حافلة بأنواع من الكوابيس بحيث أننا نستيقظ وملؤنا الامتنان لهذه اليقظة التى خلصتنا من شرها فنخاطب أنفسنا قائلين عندئذ ما هذا إلا حلم فالتناقضات التى تحكم أحلامنا لا تتلاءم مع شخصياتنا كما نعهدها فقد نحلم بأننا طماعون وطموحون فى حين أننا على اعتقاد راسخ بأننا فى غاية التواضع ونحلم بأننا خنوعون منصاعون فى حين أننا فخورون جداً باستقلاليتنا وحريتنا والأدهى من ذلك أننا نستيقظ فلا نفهم شيئاً من أحلامنا فى حين أننا على ثقة من أننا قادرون على فهم كل ما يدور فى أفكارنا أثناء يقظتنا من خلال كتاب اللغة المنسية يتطرق إريك فروم لترجمة لغة الأحلام وفك رموزها فهو يراها بأنها اللغة الجامعة الوحيدة التى استطاع الجنس البشرى أن يبلورها ويجعلها واحدة بالنسبة لكل الحضارات وعلى مر العصور ولهذه اللغة إذا جاز القول قواعدها الخاصة بها فينبغى للمرء أن يتعلمها كما يتعلم قواعد أى لغة أجنبية إذا كان يتوخى فهم نفسه ربما فى جانب من أكثر جوانبها أهمية