الفنون الإسلامية بين هوية التراثي ومجتمع العولمة لـ مجموعة مؤلفين

5  

ونحن نتحدث عن  راهن فنوننا التشكيلية سوف تبدو في المخيلة صورة الآخر للقياس عليها رغم تبعات الاختلاف والتفاوت ما بين المصدر والنتيجة فإن غدا الشرق شرقا والغرب غربا كان ثمة اتفاق حول ماهية الفن في كل منهما عبر نظرة تستنطق الجمالي الخاص في غير تحريف لدلالاته لذلك فإن أمكننا القياس على عصر سابق لأدركنا محتوى صورة الفنون الإسلامية معبئة بما هو جميل وجليل معا إذ نلمس التوافق بين باطنه وظاهره في آن وهو ما جعلنا نتذوق جماليات العمارة والمخطوطة والمنمنمة والرقش والخطوط بعد ردها إلى مقومات وجودها آنذاك فهي وقد تدلهت بحس الوحدانية وتجملت بالجمالي المستغرق في ذاته أضحت صورة واقعية لواقع صار انفصاله اليوم منطقيا إلى حد بعيد على أن حديثا بهذه الروح سوف يعلق على أشيائه الخاصة كثيرا مما هو يختص بموروثه الذي ينبض بزمنه وطبيعة مكونه الإنساني آنذاك لنكتشف أن ثمة اختلاف في الجوهر حينما نستغرق في استلهام الآخر وكأنما به عصا نتكئ عليها ليتزاوج من ثم اختلاف الجوهر باختلاف المظهر ربما هو ذاته الباعث الذي حفزنا على طرح إشكالية الندوة الدولية هذه وكأننا لازلنا نأمل بكل من المظهر والجوهر أن يصيرا جسدا واحدا مثاليا مثلما كان في أمسه البعيد أو كيانا هو أبعد في تعبيره وجمالياته عن أفق الآخر

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .