العدد صفر

16  

رواية إيكو الأخيرة هي عن الإعلام وتوجهه وكيف ينجح في السيطرة على عقول البشر ولاسيما العامة منهم كيف تتم صياغة الخبر وطرق نشره لا لشئ إلا للفت انتباه الناس لقضايا ما أو لجعلهم يغفلون عن أخرى ولكن مهلا هل إيكو يقصد هذا فقط هل يكتفي برواية تشرح ذلك إن فعل هذا لم يكن بالكاتب الذي عرفناه وتعودنا عليه فهو يخرج من قمقمه جن عتيق يعيد صياغة التاريخ ويسرد الحقائق التي غفلنا عنها ليجبرنا على التفكير الدقيق رواية غاية الظرف حتى لو اضطرتك أن تركز في كل سطر مكتوب لكي لا تفوّت شئ من غرض إيكو الرئيس رواية تجبرك على القراءة ثم القراءة وإعادتها لكي تكتشف في كل مرّة جمال مخفي عنك وهذا هو أمبرتو الحقيقي فهو يربطك معه برباط مقدس لا يسقط حتى بموته الرواية ببساطة عن مشروع خداع ضخم احد الشخصيات يريد أن يضغط على أطراف ما فلم يجد خير من صحيفة مفترضه تكفل له غرضه ولكن عندما يبدأ في تنفيذ مخططه يستعين بشخصيات محترفة في مجال الصحافة وعندما تبدا الاستعدادت لاطلاق العدد الاول من الجريدة العدد صفر تبدأ معها دوامة لا يخرجون منها ولا نحن كذلك الرواية إيطالية حتى النخاع بحس الكاتب الإيطالي العنيف صاحب حس الدعابة اللامنتهي يلقي نكات هنا وهناك فنبتسم ولكن بعدها نكتشف أن دعاباته لم تكن مجرد دعابات فهي مجرد خيط في ثوب عملاق اسمه أدب أمبرتو إيكو والذي تتصاغر بجانبه كل ما يشبه كتاباته الرواية ممتعة مرهقة تحتاج إلى تمعن وإلى تركيز فهي لم تُكتب لقارئ كسول ملول

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .