الطريق إلى ترشيد حركة البعث الإسلامي
إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى مع أنها عمل المرسلين إلا أنها مع ذلك تكليف لازم للمؤمنين من أتباع الرسل وخاصة خاتمهم وسيدهم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه عملاً بقوله تعالى {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} ولكن الدعوة لا تبلغ غايتها ولا يوصل إلى ثمرتها إلا باتباع صراط مستقيم يقود المؤمنين من الضعف إلى القوة ومن نصر إلى نصر مع ما يتخلل ذلك من امتحان وبلاء يمحص صفوف المؤمنين ويعلي منازلهم في الدنيا والآخرة ولا يتأتى ذلك إلا باتباع السياسة الشرعية التي شرعها الله للمؤمنين في حال الضعف والقوة والمشاهد الآن أن حركات الجهاد الإسلامية تخرج من نكبة إلى نكبة ومن فتنة عمياء إلى أخرى أشد عمى وليس ذلك من الإسلام في شيء بل هو مما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وهو أيضا من جراء اتباع سبيل المجرمين الذين يقدمون رقاب المسلمين وأعراضهم هدايا للسلاطين الفجرة الكفرة بما يقدمون لهم من الذرائع والأسباب للبطش بالمؤمنين وسحق طلائع المهتدين