السبيليات

6  

السبيليات السكون و ما تفيضه الرؤى السبيليات رواية للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للعام الحالي رواية مغمورة بالسكون رغم إمعانها في تجسيد التفاصيل و اكتمالها بالصور الحركية إلا أنها ترفد المتلقي إلى مساحة ساكنة ناعمة تستحضره في حياة أم قاسم من باكورة رحلتها مع زوجها و عائلتها إلى استقراها المضطرب في ملاجئ النجف الأشرف إلى رحلتها الثانية مع قدم خير و انعطافيها الأخيرين لا تقدم الرواية أحداثا كثيرة بل ربما نستطيع حصر الأحداث بخمسة دعائم التهجير موت أبو قاسم قرار العودة تأثير الأحلام الحرب لكن المتلقي سيظل يسأل السؤال المحوري المؤثر ماذا سيحصل و أعتقد أن هذا السؤال هو الخيط المتين الذي يربط فصول أية رواية مؤثرة التفاصيل الغنية كانت مجسمة باللون و الصوت و الرائحة مما يرفد شعور أم قاسم ليستقر في عمق وعي المتلقي فتصير هذه المرأة ذات الكف الخضراء و الروح الفسيحة و الوفاء مرآة لنظرته الشخصيات لدينا شخصية محورية و هي أم قاسم و التي رُسمت بإقناع شديد يجعلنا نتقبل نطمئن إليها كما اطمأن لها الجنود و نتعاطف معها و نتفاعل و نصدق ما تفيضه النبوءات من أحلامها التي كانت الرواية تدسها بين فقرة حيوية و أخرى مما يجعلنا نعيش كامل الدهشة لدينا أيضا شخصية قدم خير و الجندي جاسم و غيرها من الشخصيات التي تدور في فلك أم قاسم دون التوغل في ملامح و تفاصيل الشخصيات إلا بما يجلي دور الشخصية المحورية المكان في بداية قراءتي ظننت أن هيمنة المكان ستطغى على الرواية والحقيقة أن المكان كان شديد التأثير النهر النخيل مقام سيد رجب بيوت الجيران لكن أشعر أن الرواية وازنت بين الشخصية الك ينقلنا فيها لقرية في جنوب العراق تسمى السبيليات تعصف بأجوائها مصائب الحرب العراقية الإيرانية تضطر اسرة أم قاسم للخروج من قريتها مضطرة نظرا لتحول القرية إلى منطقة عسكرية محظورة على المدنيين ولكن الأم تقرر العودة مرة أخرى إلى قريتها مع حمارها المطيع المسمى قدم خير تقرر الرحوع حاملة رفات زوجها كي تدفنه في مسقط راسه تتواصل أحداث الرواية فيما بعد في القرية حيث تتعرف أم قاسم على الجنود المتمركزين على ضفة نهر القرية وتسترجع معهم ذكريات القرية والحرب الرواية تتميز بلغة عذبة وسلسة وتنقل القارئ لأجواء القرية العراقية الريفية بما فيها من نخيل وطبيعة ومعاناة  

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .