الرأسمالية الطاغية لـ روبرت ب رايش
فيما بين عامي 1945 و 1975 تقريبا توصلت أمريكا إلى صيغة توفيقية بين الرأسمالية والديمقراطية جمعت بين نظام اقتصادي منتج بشكل ضخم من ناحية ونظام سياسي سريع الاستجابة بشكل عريض ويتمتع بالإعجاب والاستحسان على نطاق واسع من ناحية أخرى وقد حققت أمريكا في تلك السنوات اعلى درجة من المساواة في الدخل طالما كانت المقاييس متوافرة ووفرت نسبة من الوظائف ذات المرتبات المجزية اكبر من ذي قبل أو منذ ذلك الحين وأمنا اقتصاديا أعظم من أي وقت مضى للمزيد من أفراد شعبها فربما وليس من قبيل المصادفة أن الأمريكيين في تلك السنوات عبروا أيضا عن ثقة مرتفعة في الديمقراطية وفي الحكومة تلك التي تراجعت بشكل حاد في السنوات التالية وقد أدى هذا النجاح المتفرد وذلك النموذج الواعد القوي إلى بسط السلطة المعنوية للنظام الأمريكي في أنحاء العالم وعلى النقيض من الشيوعية السوفيتية أصبحت أمريكا مضرب الأمثال في كل من الحرية السياسية والوفرة التي يتمتع بها ساكني الضواحي من أبناء الطبقة المتوسطة