الدين والسياسة تمييز لا فصل لـ الدكتور سعد الدين العثماني
مادة هذا الكتاب هي نتيجة مخاض طويل يزيد عمره على عقد من الزمان من البحث والتأمل والنقاش الفكري قد لا تكون فكرته الأساس إبداعا خاصا لكن الكاتب حاول أن يؤسس لها ويستدل عليها ويربطها بواقع تجربة حية هي تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي وطبيعة عمله السياسي ويضم الكتاب ستة مقالات كتبت في فترات متفرقة لكنها تشكل سلسلة مترابطة مؤسسة لفكرته المركزية وهو ما نتج عنه بعض التداخل والتكرار في مادتها المقالة الأولى هي حول التصرفات النبوية السياسية المسماة لدى القدماء تصرفات بالإمامة والمقالة تنطلق من فكرة التمييز بين تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم الدينية وتصرفاته السياسية وهي الفكرة التي فصلها الفقيه الأصولي شهاب الدين القرافي من علماء القرن السابع الهجري لكنها تعبر عن توجه عام لدى علماء الإسلام عبر القرون وتتعلق المقالة الثانية بالتصرفات النبوية الإرشادية التي هي نموذج آخر لتمييز علماء أصول الفقه بين تصرفات لمصلحة الآخرة وتصرفات لمصلحة الدنيا وهي مفاهيم دقيقة تم نسيانها مع الأسف الشديد لكنها جوهرية في التعامل مع موضوعنا الذي نحن بصدده أما المقالة الثالثة فموضوعها هو عنوان الكتاب وتفصل في أطروحتها من حيث أسسها النظرية وتطبيقات الفكر السياسي لها في الحضارة الإسلامية كما تروم أن تبتعد عن النظر إلى إشكالية السياسي والديني بمنظار الثنائيات الحادة وأن تأخذ تداخلاتها المعقدة في الاعتبار المقالة الرابعة حول علاقة الديني بالسياسي لدى الأستاذ محمد عبده وهي نموذج لتطبيق النظرية لدى علم من أعلام تجديد الفكر الإسلامي وتركز المقالتان الأخيرتان حول التفاعل بين الخطاب المستغرق في الهوية وقضاياها والخطاب المرتكز على شرعية الإنجاز والفعل السياسي وتلامس كسب حزب العدالة والتنمية في هذا المجال