التغيير والتنمية في القرن العشرين لـ توماس س باترسون
بما أن النظرية الاجتماعية خضعت وما زالت على يد الأجيال المتلاحقة وبطرق عديدة لعمليات إعادة التفسير والتطوير على حد سواء لذا تنطوي على أهمية بالغة عملية الفحص والدراسة الأعمق للعلاقة العضوية بين صعود النظرية الاقتصادية الليبرالية الجديدة في مطلع السبعينيات من ناحية والعودة من جديد من ناحية أخرى للتأكيد على الفرد الإنساني باعتباره فاعلا مستقلا متحررا من الثقافة والعلاقات الاجتماعية أو التاريخ إذ يمتلك الفرد بالنسبة لليبراليين الجدد الخيار الحر والدافع والأفعال المرتدة على النفس والوسيلة أو القدرة على الاختيار وتعتمد وجهة النظر هذه بالطبع على الفردية المنهجية للنظرية الاقتصادية الكلاسيكية الجديدة التي تقدم عددا من التصورات والافتراضات حول الفرد والطبيعة الإنسانية والمجتمع إلخ وبكلمات مارجريت تاتشر القطب الأس لليبرالية الجديدة ليس هناك شيئا يسمى المجتمع وإنما فقط أفراد وأسر يبقى أن الأمر محل الخلاف هو السؤال حول من يحدد أهداف وقوانين حياة هؤلاء الأفراد المنصاعين للقانون الموجهين نحو تحقيق أهداف محددة