التطور السياسي لجبهة تحرير أورومو لـ د محمد أحمد عبد اللطيف محمد
تعد إثيوبيا أقدم دولة مستقلة في القارة الأفريقية وأهم وأكبر دول منطقة القرن الأفريقي وواحدة من أكثر مناطق العالم تعرضا للهجرات الجماعية مما جعلها خليطا من أجناس متباينة وجعل من ظاهرة الإثنية واحدة من أكبر تحديات الدولة في سعيها للإندماج الوطني بين إثنياتها المختلفة وتمثل جماعة الأورومو أكبر الإثنيات الإثيوبية وأغنى أقاليمها موارد حيث ضمت الإمبراطورية بلادهم أوروميا خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر واستمرت المشكلة الأورومية بتداعياتها وآثارها حتى الآن فنظرا للعدد الكبير للجماعة وطبيعة الموارد الاقتصادية التي تتمتع بها مناطقهم تمثل قومية الأورومو خطورة على النظام السياسي لذا عمد النظام السياسي إلى قمع هذه الجماعة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وقد ساعدت عوامل عديدة في تنمية الشعور القومي لدى هذه الإثنية خلال فترة الستينيات وعزز الأورومو نضالهم بعد معاناة استمرت قرابة قرن من الزمان في ظل الحكم الإثيوبي ثم تنامت حركة التمرد والاحتجاج وتوجت بإنشاء جبهة تحرير أورومو في السبعينيات حيث مثل إنشاء هذه الجبهة تطورا نوعيا لمستقبل الأورومو وظلت الجبهة تدير مسيرة النضال الأوروبي منذ نشأتها وحتى الآن حيث نجحت في تحقيق جزء كبير من آمال إثنية الأورومو في تحقيق الحكم الذاتي في ظل حكم فيدرالي منذ منتصف العقد الأخير من القرن العشرين