الإقتصاد السياسي للبطالة

0  

يعتبر كتاب الاقتصاد السياسي للبطالة   من اروع الكتب الاقتصادية التي الفت حول مشكلة البطالة ورؤية الاقتصاد السياسي لها من خلال استعراض النظريات والابحاث الاقتصادية التي فسرت حالة البطالة من خلال اراء مختلف المدارس الفكرية والاقتصاديون بقلم مفكر اقتصادي بارع هو رمزي زكي 1941 2000 الذي اثرى المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات والترجمات في علم الاقتصاد بأسلوب مبسط بغية تقريب الافكار والاراء والعلوم الاقتصادية الى عامة المثقفين والقراء
البطالة هي مشكلة ازلية ولكنها اتسعت رقعتها بعد تحول العالم نحو العصر الصناعي والتطور التكنولوجي الذي ادى الى حلول الالات مكان اليد العاملة وبالتالي تحولها نحو البطالة الطويلة الامد التي تدمر الاوطان من خلال زرع التطرف والانحلال والجريمة وفي النهاية تظهر الاضطرابات السياسية العنيفة
استعرض المؤلف بشيء من التفصيل اراء المدارس الاقتصادية منذ القرن الثامن عشر او ماقبله بقليل ولم يستثني مدرسة من عرض ارائها الاقتصادية التي تتصف بشيء من الجفاف والصعوبة على الفهم لمن لا يملك اي ذخيرة علمية من علم الاقتصاد السياسي الهام في بناء الامم المتحضرة
لم يكن المؤلف يميل الى مدرسة او مفكر ما بل اتصف بالحيادية والمقدرة العلمية الكافية في العرض والتحليل والنقد المستند على اسس علمية منهجية لا يمكن نكرانها
توسع المؤلف في شرح انواع البطالة الدورية والاحتكاكية والهيكلية ومدى الخطورة الناتجة منها والحلول التي تحاول التخفيف من حدتها لان عملية التشغيل الكاملة غير موجودة من الاساس في كافة المجتمعات ولا بد من ظهور بطالة من اي نوع كان وقد كانت نسبة البطالة الطبيعية حوالي 4 في الخمسينيات والستينيات ثم ارتفعت درجة في عقد السبعينيات لتصل الى 6 في الثمانينات وما تلاها
ومن توسع الانتاج الصناعي والزراعي والخدمات اصبح ظهور نوع من البطالة المدعومة رسميا هي وسيلة للاستهلاك او دعم للانتاج الوطني
تناول المؤلف ببراعة متناهية حالة البطالة واسبابها في فصول منفصلة في الدول الرأسمالية والاشتراكية السابقة والدول النامية ومن ضمنها العالم العربي واظهر ان الاتكال على القطاع العام وفقدان روح المبادرة هي من الوسائل التي توسع من دائرة البطالة التي تولد الكثير من الامراض والمشاكل الاجتماعية والسياسية كما ظهر في ثورات الربيع العربي بعد عام 2011

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .