الإصلاح الإسلامي في الهند لـ كريمو محمد

0  

في الوقت الذي أنتج فيه الخطاب الأكاديمي والإعلام الغربي على السواء آراء تجسيدية عن الإسلام والمسلمين بغزارة فإن مثل هذه الآراء صدرت أيضا من داخل الإسلام نفسه عبر تأويلات المسلمين وتمثيلاتهم لدينهم باعتباره وحدة أحادية لا زمنية وغير متغيرة ولم تكن هذه التمثيلات مجرد تأملات أو وصف مبسط للواقع أو للتفاعلات الاجتماعية والدينية الواقعة بالفعل في العالم الخارجي إذ أن لها قوة توليدية فبإعادتها تشكيل المفاهيم تتجه نحو إنتاج كل ما يقف على أرضية صلبة وبالتالي تكثيف الواقع المشار إليه في الخطاب نفسه وقد وضع الإصلاح في الهند قدما على يد شاه ولي الله الدهلوي 1702 – 1762 م والذي عاش في مرحلة ضعف إمبراطورية المغول وقد كانت أعماله ونظرياته على جانب كبير من التأثير على من جاء بعده من مفكرين وحركات إسلامية اعتبروا أنفسهم ورقته الروحيين على الرغم من أن كثيرا منهم كانوا مختلفين فيما بينهم وفي أحيان كثيرة ذوي مشارب إصلاحية مختلفة كلية وكان مفهومه عن الاجتهاد على وجه الخصوص على قدر كبير من الأهمية وكان له تأثير عميق على الحركات التي سعت إلى إحداث إصلاح إسلامي يهدف إلى استعادة العصور الذهبية المثالية وعصر النبي والصحابة غير أن الأفكار والخطابات تنوعت طبقا لكل مفكر وكل حركة وهو الأمر الذي يمكننا ملاحظته حتى اليوم بين مختلف الحركات الإسلامية والحركات التي تعتبر أن الإسلام هو مصدر الهوية  كما أن أحد المفكرين الذين قدموا أطروحات حول إصلاح الإسلام كان السيد أحمد خان 1817 – 1898م وهو الرمز المؤسس لحركة عليكرة وبعد أحداث 1857 1858 توصل السيد أحمد خان أن على المسلمين في الهند أن يتواءموا مع البريطانيين وأن يستخدموا التعليم الحديث في تحسين أوضاعهم وقد كان لهذا الخطاب تأثيره على كثيرين من بينهم شيراغ علي الذي دافع عن فكرة أن الإسلام يفصل بين الدولة والكنيسة ومحمد إقبال الذي أثر بدوره على السيد أبي الأعلى المودودي وعلي شريعتي 1903 1977 وقد كان المودودي معاديا شرسا للبريطانيين وداعما لقيام دولة إسلامية وقد كان لأعماله الأثر الكبير في تشكيل أفكار سيد قطب الأيديولوجي الإخواني المصري  

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .