الإسلاميون والعسكر سنوات الدم في الجزائر لـ محمد سمراوي
هذا الكتاب غاية في الخطورة؛ فمؤلفه ليس مجرد شاهد عيان بل هو فاعل أصيل وجزء لا يتجزأ من روايته وربما كان هذا – بنظر البعض – دافعا لرد شهادته التاريخية إما باعتباره موتورا أو باعتباره جزءا من الواقع التاريخي المعاصر؛ ومن ثم فهو ما زال محجوبا بحجاب المعاصرة وغير قادر على تجاوز التجربة للحكم عليها وهذا كله مردود عليه بأن أهمية الشهادة التي يضمها هذا الكتاب تتجاوز قيمتها السردية المباشرة إلى ما وراء ذلك بكثير؛ إلى الأنماط التي يمكن تجريدها منها فهذه الشهادة تصلح كنواة لنموذج تفسيري لعلاقات العسكر والإسلاميين فيما بين المحيطين وذلك منذ بدء حقبة الانقلابات العسكرية أواخر الأربعينيات وإذا كان تاريخ الحركات الإسلامية ما بين السبعينيات والتسعينيات لم يكتب بشكل جاد بعد فإن هذا الكتاب يمكن اعتباره توثيقا لنمط متكرر وبارز لا يمكن بدونه فهم علاقات الإسلاميين والعسكر في الثلث الأخير من القرن العشرين وبهذا المنظور فالكتاب ليس فقط تاريخا لما سمي بالعشرية الحمراء في الجزائر ولا هو عن جبهة الإنقاذ التي انقلب عليها جنرالات فرنسا فحسب ولا هو مخصص لأزمة الإسلاميين مع الممارسة الديمقراطية بل هو فوق كل ذلك وقبله وبعده؛ عن علاقة الإسلاميين بالعسكر