الأندلسيون وهجراتهم إلى المغرب
ظل اهتمام الباحثين العرب لفترة طويلة موجها بشكل مكثف إلى دراسة تاريخ الأندلسيين خلال قيام دولة الإسلام بالأندلس نتيجة توفرهم على عدد من المصادر الأندلسية المتعلقة بتلك الفترة في حين اتجه عدد كبير من الباحثين الأوربيين إلى دراسة تاريخ المورسكيين بإسبانيا بعد سقوط غرناطة فدرسوا تايخهم من خلال وثائق محاكم التفتيش ومن خلال أرشيفات المناطق التي استقروا فيها بإسبانيا وكذا من خلال المصادر المعاصرة واعتبروا موضوع المورسكيين موضوعاً أوروبياً مسيحياً قبل أن يكون موضوعاً إسلامياً وكان من نتيجة ذلك أن تنوعت الدراسات المورسكية الأوربية إلى درجة أصبحنا نجد معها تخصصات جزئية داخل التخصص العام وفي الجانب المقابل نجد أن الباحث العربي في أغلب الحالات لا تسمو المواضيع التي يتطرق إليها عن الإثارة العاطفية على اعتبار أنها مأساة لحقت بالتاريخ العربي الإسلامي دون دراسة أبعاد هذه المأساة حضارياً وسياسياً سواء على صعيد المجتمع الإسباني نفسه أو على صعيد المناطق التس استقربها المورسكيون خاصة منطقة المغرب العربي وتمثل هذه الدراسة مساهمة لإبراز الحياة التعسة التي عاشها الأندلسيون في بلادهم بعد نهاية دولة الإسلام بها وجعلتهم يهاجرون أفواجاً أفواجاً إلى هذه العدوة المغربية ولإثارة الانتباه إلى نقط معينة تساعد متى تمت دراستها على أخذ صورة متكاملة للوجود الأندلسي بالمغرب الأقصى أولاً وبباقي أقطار المغرب العربي ثانياً