الأمن القومي لمصر لـ د محمد الجوادي
يتضمن هذا الكتاب دراسة موسعة لمذكرات ستة من قادة المخابرات العامة المصرية والأمن الداخلي والذين جاءت مذكراتهم مثل شخصياتهم نماذج متفردة في عملها وفي ريادتها المهنية ولكن الأكثر درامية في هذه المذكرات أن ثلاثة من هؤلاء القادة قد خرجوا من مناصبهم إلى السجن أو المعتقل مباشرة فقد اعتقل صلاح نصر في أغسطس 1967 وقدم للمحاكمة وحكم عليه بالسجن في أطول حكم سياسي عرفه القضاء المصري 40 عاما كما ان أحمد كامل اعتقل وهو مدير للمخابرات وقدم للمحاكمة في قضية 15 مايو أما حسن طلعت فقد اعتقل هو الآخر في 15 مايو لكنه لم يقدم للمحاكمة كذلك قد جرب أمين هويدي الاعتقال مع بداية عهد الرئيس الرئيس السادات أيضا بعد أزمة مايو ولعل في هذه المذكرات رسم صورة لشخصية أصحابها فحافظ إسماعيل يتلمس مزايا رفاقه ويتحسسها قبل أن يفكر في توجيه أي نقد لهم بينما أمين هويدي يصب انتقاداته صبا على زملائه الوزراء وعلى سلوكهم في مجلس الوزراء وكلا الرجلين ضابط وكلاهما تولى رئاسة المخابرات وكلاهما كان وزيرا للدولة أيضا من المهم أن نذكر أن هذه المذكرات لم تصدر لتصفية حساب مع الماضي أو من أجل خصومه مع عهد معين وإنما كان الهدف الأول هو أمن هذا البلد سواء كان ما يستهدفه من الخارج أو الداخل ولعل في هذا الكتاب توضيحا لمسئوليات الأمن الداخلي وكذلك حقيقة دور المخابرات لأن من الشائع الخلط بين دور كل من أجهزة الأمن المتعددة ولعل هذا الخلط هو الذي جعل من صلاح نصر هو أشهر ضحية في تاريخ العمل الوطني السياسي