الأقباط في المجتمع المصري قبل وبعد الفتح الإسلامي لـ لؤي محمود وأحمد منصور
0
تعد الشخصية المصرية مميزة لكونها صاحبة ذاكرة تراكمية تاريخية فإذا كان الإنسان في فترة حياته المحددة يحوي في أعماقه ذاكرة إنسانية لكل تجاربه وخبراته وأول الإيقاعات في المكون الإنساني المصري هو المكان وجغرافيته التي أكسبت المصري اعتداله وطبيعته الوسطية وثانيها الموروث الديني فإن هذا الإنسان قد آمن بالبعث ونظر إلى الحياة الأخرى باعتبارها امتدادا طبيعيا للحياة الدنيا وظل الفكر الديني شاغله الشاغل عبر فترات تاريخية وثالثها التواصل مع الماضي لاحتفاظه بذاتيته مع تأثيرات سطحية لا تغير من جوهره أو معدنه سواء كان في عصر وثني أو مسيحي أو إسلامي حمل بذرة وجذور شخصيته في كيانه فلبس ملابس الإغريق والرومان فتغير ظاهره ولم يتغير باطنه وظل الموروث القديم في أعماقه سواء كان الحاكم أجنبيا يونانيا أو رومانيا وظل هو القبطي المصري