الأسس المنهجية لنقد الأديان جزئين لـ د محمد بن بسيس بن مقبول السفياني

17  

لا تزال المعرفة المادية المعاصرة تحمل في أثنائها قيم الحياد المزعوم وغلواء الغطرسة والاستعلاء مما أوقع الباحثين في خطئين أحدهما أن المنهج التحريبي لا يتعامل إلا مع المحسوسات مما يستلزم إهمال الأديان لأنها ليست من موضوعه وإنما يتناول بحثها من الجوانب المحسوسة فيها كالوثائق المكتوبة ونوع الورق والحبر والمعابد المشيدة وما عليها من رسومات وزخرفات  والثاني أن هذا المنهج لما تربي في أحضان العلمانية الدهرانية أضاف إلى ماديته التعامل مع الأديان تعاملا واحد؛ إذا العلمانية تدعي أنها تقف من الأديان تعاملا واحدا؛ إذ العلمانية تدعي أنها تقف من الأديان على مسافة واحدة؛ فلا تفضل دينا على دين وإنما تتعامل مع الشرك معاملتها مع التوحيد ومع الأديان الباطلة معاملة الإسلام الحق وبسبب ذلك اختلطت الحقائق وتحيرت الفهوم فوقف الناقد البصير أمام صحراء لا ماء فيها إلا وهج السراب وعاد المنهج العلمي ماردا جبارا يغير على عقل الإنسان وشعوره فينتزع منه الحق والفضيلة كما ينتزع السفود إذا وضع في الصوف المنفوش

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .