إحقاق الحق في موانع الكفر والشرك

1  

سبب تأليفي للكتاب
بسم الله وكفى وسلامٌ على عبدهِ الذي اصطفى وعلى آلهِ وصحبهِ أهل التقوى والوفا وأما بعد لقد كثر خوض المتأخرين في مسائل أصول الدين في الأسماء والأحكام أي أسم من فعل الشرك وحكمهُ في الدنيا والآخرة ونبغت نابغةً هم شرار الخلق انتسبت إلى دين الله ظلماً وزورا ثم لم يكفيها أن انتسبت إلى دين الله فجعلت نفسها هي من اتبعت سلف الأمة بإحسان وغيرها من دعاة الحق ضالاً فتان فجعلت من كفر المشركين العابدين غير الله وطواغيت الحكم والعبادة المشرعين دين غير دين الله كلب من كلاب النار و خارجي مارق لدين ربهِ مفارق فراق غير وامق واصلوا أصولاً ما أنزل الله بها سلطانَ ولم يقل بها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في من فعل الشرك والكفر مدارها أنه لا يكفر إلا من جحد التوحيد وهي العذر بالجهل في من فعل الشرك الأكبر ونحن نبين في هذه الورقات ضوابط التكفير وموانعه الحق التي ادخل بها المرجئة والخوارج ما ليس منها ظلما وعلوا وقبل الشروع في المقصود لابد من معرفة مذهب أهل السنة في باب الكفر والشرك والإيمان فأقول أن مذهب أهل السنة وأئمتها أن الإيمان قول وعمل واعتقاد قول اللسان وعمل القلب والجوارح واعتقاد القلب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وكذلك الكفر والشرك عندهم قول وعمل واعتقاد فمن سب الله فهذا كفر قول ومن سجد للقبر وطاف فيه هذا كفر عمل ومن اعتقد أن صاحب القبر واسطته بينه وبين الله هذا كفر اعتقاد والكفر والشرك والنفاق ينقسم عندهم إلى أكبر واصغر فسب الله كفر أكبر وقتال المسلم للمسلم كفر اصغر لا يخرج من الملة
والسجود للقبور شرك أكبر يخرج من الملة والرياء في الأعمال الصالحة شرك أصغر وإظهار الإسلام وإخفاء الكفر نفاق أكبر يخرج من الملة و الفجور في الخصام والغدر في العهد والخلاف في الموعد نفاق أصغر لا يخرج من الملة ولكن صاحبه في خطر عظيم ويعتقد أهل السنة أن الكفر والشرك والنفاق الأكبر لا يجتمعان في قلب مسلم فإذا وجدا فارق الإسلام ودخل في الكفر وكان من الكافرين خلافاً للمرجئة الغلاة وبالمقابل يعتقدون أن الكفر والشرك والنفاق الأصغر يجتمع في قلب المسلم ولا يكفر إذا خالطه الكفر والشرك والنفاق الأصغر ويكون حكمه إنه فاسق بكبيرته مؤمن بإيمانه وهو أصل الدين توحيد الله وأركان الإيمان الستة الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره خلافاً للخوارج الذين يكفرون بكبائر الذنوب والمعاصي وينفون الإيمان عن فاعل الكبائر التي دون الشرك الأكبر وخلافاً للمرجئة الذين يقولون إن فاعل الكبيرة مؤمن كامل الإيمان إيمانه إيمان جبريل وميكال ومحمد صلى اللهُ عليه وسلم والإيمان عند أهل السنة من وجه آخر ركن في العمل أي جزء منه ليس شرط كمال كما تقول المرجئة المتقدمة منهم والمعاصرة الألباني وزبانيته وليس كما تقول الخوارج شرط صحة لأن من الأعمال ما هو شرط صحة عند أهل السنة مثل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومنها ما هو شرط كمال مثل جميع المندوبات الغير واجبة التي جاءت بها الشريعة مثل قيام الليل وصوم التطوع وغيرها من الأعمال المستحبة فالإيمان الواجب مثل توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره أقامة الصلاة فهذه الأعمال شرط صحة في إيمان العبد بالله ليس شرط كمال وكذلك الأركان الأربعة الصلاة والصيام والزكاة والحج وأن كان هناك اختلاف في هذه الثلاثة اختلاف معتبر ليس مثل اختلاف الصلاة لأن السلف أجمعوا على كفر تارك الصلاة فتارك الصلاة والتوحيد سيان فإن الذي لا يعبد الله ليس بموحد لله بل هو مشرك كافر بالله العظيم

إسم القسم: .
إسم الكاتب: .
دار النشر: .
سنة النشر: .