أوغسطين لـ جاريث ب ماثيوز
لعل شخصية ما من شخصيات معلمى الكنيسة الغربية لم تثر من الإعجاب الذى لا حد له والنقد الذى لا حد له أيضًا كما أثارت شخصية اوغسطين ومذهبه فقد كان أوغسطين لاهوتيًا منقطع النظير ومدافعًا عنيدًا عن العقيدة المسيحية وفيلسوفًا واخلاقيًا وفوق هذا كله يبدو معاصرًا لكل الأجيال وحيًا فى كل العصور التى تلته وكان مذهبه يقوم على التوفيق بين المسيحية والأفلاطونية ويبرهن على وجود الله ويقول بالإشراق الذى يكشف الحجب وبالاتحاد الذى يربط العبد بربه ويرى فى الحب حب الله وافنسان أحسن دافع غلى الخير وحياة الفضيلة ويقابل بين مدينة الله التى تسوسها الكنيسة والمدينة الارضية التى يحكمها الملوك والأباطرة ولهذا المذهب شان كبير فى الفكر المدرسى وفلسفة العصور الوسطى لم يعرف له مثيل إلا عندما ظهر توما الكوينى بخلاصته اللاهوتية فقد كانت مؤلفات أوغسطين بمثابة الينبوع الذى فاضت عنه تيارات متنوعة فى الفكر المسيحى