أنثى السراب
رواية أنثى السراب pdf تأليف واسينى الأعرج أيتها البلاد التي نكست كل رايات الفرح ولبست حدادها وانتعلت أحذيتها القديمة التي أذلت فرحتها لا تكثري الدق لم أعد هنا فقد خرجت باكرا هذا الصباح ولم أنس أبدا أن أغلق ورائي كل النوافذ والأبراج وأسدّ القلب للمرة الأخيرة وأقسمت أن لا ألتفت ورائي وقلت في خاطري ليكن للحب ثمن وعلي أن أدفعه لتلبية نداء غامض في داخلي اسمه الجنون
لقد انسحبت من الدنيا مثلما يفعل الساموراي عادة عندما يخسر حروبه المقدسة كما كان يشتهي والدي أن يفعل دائما وها أنا ذي اليوم قد دخلت خفية القاعة المظلمة وبدأت أتحسس رأس سكين المنفى التي سأتركها بعد قليل تنزلق من الجهة اليسرى للبطن إلى أقصى اليمين
أيها الغالي حبيبي أعذرني لقد يتّمتك وأنت صغير لا تكثر الدق فقد خرجت بعد أن رددت على مسامع القوم الهادئين ترتيلة الموت ورميت كل المفاتيح في البحر الميت حتى أنساك دفعة واحدة عندما نعشق بكلنا نصبح قاب قوسين أو أدنى من الجنون أو من الكراهية الكراهية التي تأكل شيء حتى نفسها كالنار أنا لا أريد أن أكره أحدا