أمراء الاستعباد الرأسمالية وصناعة العبيد
قد تندهش حقاً عندما نتحدث عن العبودية الآن ربما لأننا لا نسمعها كثيراً أو لأن أحد لا يثرثر بها كثيراً في وسائل الإعلام التي باتت تشكّل مصنعاً نشطاً لإنتاج صورنا الذهنية حول القضايا الحياتية والوجودية والتي نعمل بدورنا على استهلاكها بنهمٍ وشراسةٍ وفقاً للكيفية التي يُراد بها ذلك وبرغم أن العبودية مفهوماً رائجاً ومنتشراً في المحافل الأممية والمنظمات الحقوقية الدولية فإنّه ليس من مصلحة أطراف كثيرة متورّطة في صناعة العبودية الحديثة وتمريرها عبر سلسلة التوريدات عابرة القارات أن تتورّط في افتضاح أمر هذه التجارة خاصة أن الاتجار بالبشر وهو المصطلح الحديث لا يمثل مجرد جريمة بحق هؤلاء المستضعفين الذين يكسّر الفقر عظامهم ولا يمْكنهم العيش في ظروفٍ غير إنسانية وفي حالةٍ من تدني مستوى الدخل والأمية والبطالة والتعرض لمخاطر الصراعات والنزاعات المسلّحة وغيرها من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل الأشخاص عرضة لسماسرة العبودية الذين يقتاتون على سرقة أعضاء البشر وسلب حريّتهم ونهش أداميتهم في نهاية المطاف بل هي جريمة في حق شعوب ودول بأكملها وحضارات بأكملها